لا يختلف اثنان أن تصريحات الوزير الاسرائيلي الرعناء مخالفة للاعراف الدبلوماسية والدولية ولاتفاقية السلام الاردنية الاسرائيلية،وتمثل فكرا عنصريا تحريضياً ليس بمستغرب وعلى مر العقود ما أنتج حالة من عدم الثقة مرتبطة باطماع خفية،الأمر الذي يعكس حقيقة ما يتعرض له الاردن من استهداف لقاء مواقفه الثابتة من القضية الفلسطينية.
من المعروف ان اي تصريح يطلقه اي مسؤول يمثل دولته وموقفها برغم كل التطمينات التي ارسلها الجانب الاسرائيلي بانها لا تمثل رأي الحكومة، فكيف لنا ان نفهم ذلك ومن اي زاوية ام انها من باب محاولة استدراك هذه الخطيئة،غير أن ذلك التصرف مرفوض وغير مبرر ويرسل برسائل سلبية عدة.
الرد الاردني وموقفها من هكذا تصريحات كان واضحا وحاسما وعلى قدر الموقف وبدء بسلسلة من الاجراءات الدبلوماسية بإستدعاء السفير،وقد تتطور، لتضع حدا لهذا الشطط والتطرف الذي لن يخدم عملية السلام برمتها وسينعكس سلباً على الامن والاستقرار في المنطقة.
غضبة رسمية وشعبية اردنية على مثل هذه التصريحات التي تشي بمآرب وغايات خبيثة وعنصرية تخرج على لسان مسؤول في حكومة الكيان الاسرائيلي وتظهر مدى التوتر الذي يشوب العلاقات الاردنية الاسرائيلية مؤخرا بسبب الموقف الاردني الثابت من القضية الفلسطينية ووقوفه بكل ما أوتي من قوة وعزم لدعم الاشقاء حتى ينالوا حقوقهم.
موقف الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني كمدافع شرس عن المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس والذي لا يروق للإسرائيليين احد المبررات والمغذيات التي تدفع الحكومة الاسرائيلية ومسؤوليها باتخاذ مواقف معادية ومحرضة تجاه الاردن ومنها التصريحات الاخيرة.
مرارا وتكرارا نقولها ان الاردن مستهدف لقاء مواقفة التاريخية من قضيته المركزية وادواره المحورية على الساحتين الاقليمية والدولية في اعادة احياء القضية الفلسطينية كلما خفت ضوؤها عبر اعادتها الى الصدارة والواجهة والمرتبط بضرورة ايجاد سلام دائم وشامل باقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي هذا فإن رد الاردنيين الغاضب وعلى المستويين الرسمي والشعبي مبرر وهذه هي ردة الفعل الطبيعية تجاه هكذا تصريحات مستفزة ورعناء لا يمكن السكوت عليها او تجاوزها لايصال رسالة للجانب الاسرائيلي ان هذه الاطماع لم ولن تمر واننا لن نتخلى عن فلسطين الى ان تنال استقلالها وتعاد الحقوق الى اصحابها.
ختاماً، كيان لا يلتزم بالقانون الدولي ولا بالاعراف الدبلوماسية ويضرب بقرارات الشرعية الدولية عرض الحائط يجب أن نتوقع منه أي سوء،وما جرائمه البشعة بحق الاشقاء الفلسطينيين الا خير شاهد ودليل، غير أن ذلك لن يحيدنا عن موقفنا وواجبنا تجاه فلسطين.. حمى الله الوطن من كل الاطماع والشرور...